منتدى ثانوية الحسن الأول الإعدادية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ثانوية الحسن الأول الإعدادية
منتدى ثانوية الحسن الأول الإعدادية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غزة ام اسرائيل

اذهب الى الأسفل

غزة ام اسرائيل Empty غزة ام اسرائيل

مُساهمة  hicham sâidi الجمعة 2 يناير 2009 - 5:02

لآن ، وأثناء هذه المجزرة الشنيعة الجديدة التي تقترفها القوات الإسرائيلية في حق سكان مدينة غزة المنكوبة ، ينتصب السؤال الأبدي : ماذا سيكون رد فعل العرب ؟

العرب المعنيون بهذا السؤال طبعا ليسوا هم الشعوب ، وإنما الحكام الجالسون على كراسي الحكم في البلدان العربية . ماذا سيكون رد فعل هؤلاء وكيف سيتصرفون ؟

كل ما سيفعلونه من جديد هو أنهم سيجتمعون كالعادة يوم الجمعة المقبل في قطر ، في قمة يقولون بأنها ستكون طارئة، والحال أن "القمة " العربية المرتقبة لن تكون طارئة ما دام أنها ستنعقد بعد أسبوع كامل على بداية العدوان الإسرائيلي على أهل مدينة غزة ، أي بعد أن يتضاعف عدد الفلسطينيين الذين سيستشهدون ، وتمتلئ المستشفيات على قلتها بالجرحى والمعطوبين . لذلك لا يجدر باللقاء الذي سيجمع القادة العرب في الدوحة أن يحمل اسم قمة طارئة ، لأن الحكام العرب أصلا لا يلجؤون إلى حالة الطوارئ إلا عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على شعوبهم ، أما عندما يريدون الرد على إسرائيل فكل ما يستطيعون أن يقوموا به هو إصدار بيان ختامي بعد انتهاء أشغال " قمتهم" ، ينددون فيه ب "العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل " ، ويطالبون المنتظم الدولي بتحمل مسؤوليته كاملة في ما يجري على أرض فلسطين المحتلة . ثم ينتفضون ويعودون إلى قصورهم ليناموا على جنب الراحة .

بصراحة ، أنا لم أعد أرى في إسرائيل ولا في أمريكا خطرا علينا ، لأن الخطر الأكبر بالنسبة لنا ، نحن الذين حتمت علينا الأقدار أن نعيش في هذه الرقعة الجغرافية المظلمة ، يكمن تحديدا في هؤلاء الحكام المستبدين ، الذين يحكموننا بالحديد والنار ، ويمارسون الوصاية على شعوبهم تماما كما يفعل الأسياد مع عبيدهم ، ويستغلون خيرات البلدان التي يجلسون على عروشها مثل أصنام لا تتحرك هم وأبناؤهم وأفراد الحاشية التي تحيط بهم . هؤلاء يعيشون في النعيم في الوقت الذي تعيش شعوبهم المقهورة في جحيم الفقر والجهل والتخلف والأمراض المزمنة ، بسبب انعدام المؤسسات التعليمية الصالحة للدراسة ، والمستشفيات والمصانع التي يمكنها أن تستوعب أفواج الشباب العاطلين عن العمل ، لأن الميزانيات الضخمة التي تخصص لهذه المشاريع تضل طريقها وتسلك طريق جيوب النافذين .

هؤلاء الذين يقومون بجهود جبارة كي يبعدوا رياح الديمقراطية عن بلدانهم هم مصدر الخطورة التي تهدد حاضرنا ومستقبلنا وليس إسرائيل أو أمريكا .

الدول العربية غنية بثرواتها الطبيعية والبشرية الهائلة ، وكان من الممكن أن تكون من بين البلدان الأكثر تقدما ، لكنها على العكس من ذلك تحتل ذيل الترتيب في سلم التمنية العالمي ، لأن هذه الدول تحولت إلى ضيعات يتصرف فيها حاكموها كما يريدون ، لا كما تريد شعوبها .

لذلك ، كيف تريدون أن نواجه إسرائيل ، وبماذا سنواجهها ، هل بالبيانات التافهة التي يصدرها الحكام العرب عقب انتهاء "قممهم" الباردة . أم بالعويل والبكاء والدعاء .

إسرائيل تقتل الفلسطينيين وتدك منازلهم بأسلحة متطورة من صنعها ، وتواجه العرب أجمعين بديمقراطيتها التي تجعل إقالة رئيس الدولة من طرف البرلمان لعبة أطفال ، وتواجههم أيضا بترسانة من العلماء في كافة الميادين والمجالات ، حتى أنها ، أي إسرائيل ، تخصص ميزانية للبحث العلمي تضاعف ما تخصصه له البلدان العربية مجتمعة ثلاث مرات ، ولديها جامعات توجد من بين أرقى مائة جامعة في العالم ، بينما لن تجد ولو جامعة عربية واحدة ضمن خمسمائة جامعة عالمية مصنفة . إذن نحن نريد أن نواجه إسرائيل بالتيمم .

إسرائيل تعرف جيدا أن الدول العربية ضعيفة من جميع النواحي ، عسكريا وسياسيا واقتصاديا ، وما زالت نكبة عام 67 ، التي خلعت فيها الدول العربية سروالها أمام إسرائيل ، التي لم يكن عمرها وقتذاك يتجاوز عشرين عاما ، حاضرة في الأذهان .

إسرائيل أصبحت اليوم أكثر قوة من الماضي ، بينما الدول العربية ازداد ضعفها وخارت قواها ، وهي اليوم تبدو أمام إسرائيل ، كعجوز في عامه العشرين بعد المائة ، أمام شاب مفتول العضلات في العشرينات من العمر ، لذلك يظهر واضحا لمن ستكون الغلبة لو تواجها .

لا أريد أن أنقص من قيمة الدول العربية ، ولا أريد أن يفهم أحد كلامي على أنه دعوة للاستسلام ورفع الرايات البيضاء أمام إسرائيل ، لكن ، هناك حقيقة واضحة ومرة يجب علينا ألا ننكرها : قوة إسرائيل تكمن في ضعف العرب .

لذلك يجب علينا ، نحن الشعوب ، أن نقف لحظة تأمل مع أنفسنا ، لنراجع أوراقنا صفحة بصفحة ، وسنكتشف بكل يسر ، أن إسرائيل ليست وحدها العدو الحقيقي ، بل هناك أعداء كثر ، هم تحديدا أولائك الحاكمون المستبدون ، الذين ليس لهم هدف في هذه الدنيا سوى البقاء على عروشهم حتى يفصلهم عنها ملك الموت .

هؤلاء هم الذين يعطون الضوء الأخضر لعساكر الجيش الإسرائيلي كي يقتلوا الفلسطينيين العزل ، قبل أن يعطيه لهم يهود باراك

هشام السعيدي ( hespress.com)
hicham sâidi
hicham sâidi
عضو نشط
عضو نشط

ذكر
عدد الرسائل : 188
العمر : 31
السٌّمعَة : 0
نقاط : 33
تاريخ التسجيل : 02/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى